Skip to main content

بناء مستقبل أكثر إشراقًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

2:42

المجتمع المنفتح من الداخل هي نظرة على قادة مؤسسة المجتمع المنفتح، الذين يعملون على تطوير رؤيتنا لمعالجة التهديدات العالمية -الأكثر إلحاحًا- للديمقراطية وحقوق الإنسان على نطاق تحوُّلي.

أنا المدير التنفيذي لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع لمؤسسة المجتمع المنفتح. ولقد عملت في معظم مسيرتي المهنية صحفيًّا، ومحللاً سياسيًّا، وباحثًا في النزاعات، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتسمح لي خلفيتي المتنوعة -فأنا مغربي وبلجيكي وأمريكي، وعشتُ معظم حياتي في أجزاء مختلفة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا- بالتعرف على تحديات المنطقة. كما تعطيني منظورًا مهمًا في تحديد الآليات والوسائل التي بوسعها أن تُمكِّن مواطنيها من العمل نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

تلك التحديات متجذرة. فمنذ سنوات، يشهد العالم صورًا مروعة لجثث تُسحب من تحت الأنقاض في سوريا واليمن وغزة وليبيا والعراق. فمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غارقة في الاضطرابات، فضلاً عن أن بها أعلى معدلات لعدم المساواة في العالم. وتسببت الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد في سوريا في أكبر أزمة لاجئين عالمية منذ عقود، وجعلت الحرب الأهلية التي استمرت ثماني سنوات في اليمن أكثر من 24 مليون شخص -نحو 80 بالمئة من السكان- في حاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ومن بين هؤلاء أكثر من ۱۲ مليون طفل. والصراع الإسرائيلي الفلسطيني محتدم منذ سبعة عقود، ويبدو أنه أصبح مستعصيًا أكثر من أي وقتٍ مضى. كما تثير الديناميكيات الجيوسياسية الدولية والإقليمية الاضطرابات في المنطقة، في ظل تنافس إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل على النفوذ، مع تضاؤل المصلحة الأمريكية في المنطقة، وتدخُّل أطراف دولية أخرى.

في البلدان التي شهدت الربيع العربي عام ۲۰۱۱، وفي إيران، أعادت الأنظمة الاستبدادية والقوى الاجتماعية غير الليبرالية ترسيخ أقدامها، في أعقاب الموجات الاحتجاجية الشعبية والتجارب الديمقراطية قصيرة الأمد، التي شهدتها هذه البلدان. وفي بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل لبنان، وصل الفساد المستشري إلى ذروته، عندما انفجر ميناء بيروت في صيف عام ۲۰۲۰ بسبب الإهمال، ممَّا أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من المدينة. 

قد يكون من السهل فقدان الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا، في منطقة ظل معاناه ملايين الناس فيها متأججًا لفترة طويلة. لهذا، من الضروري أيضًا تقديم دعم ثابت لمواطني المنطقة، الذين يعملون لخلق واقع جديد قائم على تأسيس دول أكثر فعالية، وخاضعة للمساءلة، وتحترم حقوق الإنسان وكرامته بحق.

كنت في الميادين في تونس ومصر، شاهدًا على الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في عام ۲۰۱۱. وشأني شأن العديد من الأشخاص آنذاك، كنت منغمس في تلك اللحظة، وكان يحدوني أملٌ شديد بأن يؤدي هذا إلى إحداث تغيير في تلك المجتمعات التي كان الإحباط يغمرها؛ بسبب النظم السياسية الرجعية. على الرغم من الرياح المضادة القوية التي واجهتها المنطقة -التي يبلغ تعداد سكانها حوالي ٤۷۰ مليونًا- منذ ذلك الحين، ما يزال مواطنوها يطمحون إلى نفس حلم التغيير والتحسين، الذي دفعهم للنزول إلى الشوارع، منذ أكثر من عقد من الزمان. 

تعمل مؤسسة المجتمع المنفتح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام ۲۰۰۲، عندما بدأت المنظمة في دعم الجهود المبذولة لإنهاء التمييز، والدفع من أجل الخضوع للمساءلة، في سياق القضية الفلسطينية. وتوسَّع عمل المؤسسة منذ ذلك الحين لدعم مجموعات المجتمع المدني المتنوعة في المنطقة، التي تعمل على تعزيز الحكم الديمقراطي، والشفافية، وسيادة القانون، والمشاركة المدنية، وحقوق الإنسان، وتمكين المرأة، والإعلام المستقل، والفنون. أعمل مع فريق ملؤه الشغف، يمثل أعضاؤه التنوع الذي تمتاز به المنطقة، ويكرسون أنفسهم لرؤية منطقتهم تتقدم وتزدهر.

ينبع كثير من العمل الذي قمنا به في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من رؤيتنا طويلة الأمد. ونحن نعلم أننا نستثمر في التغيير، الذي قد لا نراه على مدى فترة طويلة، وربما لا نراه حتى في حياتنا. ونهدف إلى مساعدة شركائنا على النمو، وأن نبني أنظمة تستطيع -بدورها- مساعدة الأجيال القادمة. لقد حقق المستفيدون من مِنَحِنا عددًا من النجاحات في أماكن مختلفة، بدءًا من تقديم دعم هائل للاجئين في المنطقة، مرورًا بضمان المساءلة عن جرائم الحرب في سوريا، وتدريب مئات المراسلين على الصحافة الاستقصائية، ووصولاً إلى تعزيز المنظمات المستقلة للفنون والثقافة. وهم يعملون في مواجهة صعاب هائلة. ونحن ما نزال ملتزمين تجاه المستفيدين من مِنَحِنا وتجاه شركائنا الذين يدافعون عن قيم المجتمع المنفتح في المنطقة، ويحافظون على آمال المواطنين في الديمقراطية والشمولية والتعددية. ومن خلال التعاون، نؤمن أنه من الممكن تحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

Read more

Subscribe to updates about Open Society’s work around the world

By entering your email address and clicking “Submit,” you agree to receive updates from the Open Society Foundations about our work. To learn more about how we use and protect your personal data, please view our privacy policy.